مسرح عصر النهضة: Renaissance Theatre

بقلم / د. حنان حسن مصطفي
الكلمة الإنجليزية أصلها فرنسي بمعنى “الميلاد من جديد ” وتطلق بشكل عام على فترة انتقال أوربا الغربية من عصور القرون الوسطى وعصور الظلام إلى النهوض والرقي فى كل مجالات الحياة وتتميز تلك الفترة بحركة احياء العلوم والفنون فى إيطاليا وفرنسا فى القرنين الرابع والخامس عشر، وفى إنجلترا فى القرن السادس عشر ظهر ما يسمى بالمسرح الاليزابيثى ” ويلم شكسبير” Wiliam Shakespeare “. (١٥٦٤-١٦١٦) والذى الف العديد من المسرحيات الخالدة والذى استلهم منها “فرويد” اهم اعماله مصطلحاته فى نظريته الخاصة بالتحليل النفسي، ومن أشهر اعمال شكسبير التراجيدية مسرحيات:
١- الملك لير ” King Lear”.
٢- هاملت “Hamlet”.
٣- مكبث “Macbeth”.
٤- عطيل “Othello”.
٥- روميو وجوليت ” Romeo and Juliet ”
٦- تاجر البندقية “The Merchant of Vience”
ومن أعماله الكوميدية مسرحيات:
١- حلم منتصف ليلة صيف. A Midsummer Night’s” Dream “.
٢- دقة بدقة “Measues For Measues”
٣- جعجعة بلا طحن “Much Aod About Nothing ”
٤- كما تهوى “As You Like It”
٥- كوميديا الأخطاء ” Comedy Of Errors”
ومن ثم فإن المسرح فى فترة عصر النهضة بشكل عام سميت بالكلاسيكية الجديدة “New Classic ” وذلك نظرا لظهور الدين المسيحى منذ ما يقرب من (١٦) قرنا، حيث أن طبيعة الصراع قد تغيرت وأصبحت بين البشر وبعضهم أو بين العواطف المختلفة داخل الإنسان نفسه بعد أن كانت ضد القدر والالهة، ونظرا لبعض التعديلات التى أدخلت على النظرية التى قدمها أرسطو.
نبذة عن “جاكوب ليفى مورينو ” ولد بمورافيا ( بوخارست) برومانيا ١٨ مايو عام ١٩٨٩م وتوفى بالولايات المتحدة الأمريكية فى ١٤ مايو ١٩٧٤م عن عمر يناهز ال ٨٤ عاما لاب من اليهود الشرقيين والذى كان يعمل تاجر ويسمى “نسيم ليفى” “Nissim Levy ” ولام أيضا من اليهود الشرقيين تسمى “باولينا ايانكو” “Poulina Iancu” وتزوج “جاكوب مورينو ” من “زيريكا مورينو” Zerka Moreno الخبيرة فى السبكودراما والتى استكملت عمل زوجها بعد وفاته ونشا ‘جاكوب مورينو” فى فينيا بالنمسا حيث درس الطب والرياضة والفلسفة وتخرج من كلية الطب بجامعة فينيا بالنمسا حيث درس الطب والرياضة والفلسفة وتخرج من كلية الطب بجامعة فينيا عام ١٩١٧م. هناك تقابل مع “فرويد” الذى يعتبر ” مورينو” أحد تلاميذه فى الفترة ما بين عامي (١٩١٥-١٩١٧م) ثم انتقال لأمريكا فى عام ١٩٢٥م حيث شغل مناصب إحداها فى جامعة ” كاليفورنيا” والأخرى فى المدرسة الجديدة للبحث إلاجتماعى.
وكان “جاكوب مورينو” فى طفولته المبكرة يقضى وقته بالحدائق محاطا بالأطفال يدفعهم لالعاب ارتجالية وحكاوى قصص خرافية حيث كان يبدأ فى أحد نصوصه ” انا الله …..الاب مبدع العالم” وهى الواقعة الشهيرة المعروفة باسم ” واقعة الكرسي ” ومن ثم فإن المسرح فى نظره هو اى مكان ولذا فأنا هناك فترتين فى حياة “مورينو ” :
الفترة الأولى: من عام ١٩٢٣:١٩١١م وتعرف بمرحلة البداهة ” البداية” والفترة الثانية من عام ١٩٣٤:١٩٢٣ م وهى مسرح التلقائية كما اسسس مورينو ما يسمى بمملكة الطفل وهى بالالمانية “Das Regno del Bambine” أو dekender كما أدارو اشرف على مخيم “Mittendorf ” وقدم دراسات فى العلاقات حول اللاجئين والأقليات العرقية، وانشا العديد مما يسمى بالمسرح المرتجل فى عام ١٩٢١ م [ ( ١) ابريل عقدت الدولة الأولى] من دون مشهد بمشاركة الجمهور، وأسس أيضا جريدة ” الحياة حيث تمثل الأعمال اليومية، أن ما فعله ” مورينو” الذى قام بتأسيس جماعة من جماعات العلاج النفسي تجاوز مجرد تطوير الممارسة المسرحية التعبيرية السائدة وذلك عندما بدأ يعد لتأسيس مسرح بدون متفرجين وذلك فى عام ١٩٢٣ م وفد اسس “مورينو ” أول جمعية للعلاج بالسيكودراما عام ١٩٤٢ م ومازالت قائمة حتى يومنا هذا، حيث يعتبر “مورينو ” هو أبو المسرح العفوى
” التلقائي” والعلاج الجماعى والسبكوادراما وكان ذلك اعتبارا من حالة حصلت فى مسرح العفوية والتى عرفت باسم حالة “باربرة ” Barbara فمن خلال هذه الحالة أدرك ” مورينو” القدرة العلاجية للمسرح كما يعتبر “مورينو” أيضا من رواد السوسودىاما ( المسرحية الاجتماعية) ومن رواد السوسودىاما ( قياس العلاقات الإجتماعية) ومن ثم فإن السيكودراما (Psychology drama) ما هى إلا عبارة عن المزج بين الدراما (Drama) كنوع من أنواع الفنون، والتى تترجم إلى التمثيل الحركى وبين النفس ( Psycho) والذى يتم تناولها من خلال علم النفس كأحد العلوم التى تتعامل مع تشريح النفس البشرية. ولذا فإن السيكودراما تعد نوعا من أنواع العلاج النفسي ولكن بطريقة مبتكرة حيث تكمن وظيفتها الأساسية فى تفريغ انفعالات الفرد ومشاعره الدفينة من خلال تمثيل وظيفتها الأساسية فى تفريغ انفعالات الفرد ومشاعره الدفينة من خلال تمثيل أدوار لها علاقة بالمواقف التى حدثت له فى الماضى أو التى تحدث فى الحاضر أو التى سوف تحدث له فى
المستقبل، حيث توافر العلامات التى تنذر لحدوثها ليتحقق له الشفاء من اى صراع نفسي يدور بداخله، ومن ثم فإن السيكودراما ما هى إلا إعادة تمثيل الواقع لا محاكاته.
لقد كان مفهوم ‘مورينو” عن المسرح مفهوما راديكاليا للغاية فجمهوره لم يكونوا مجرد متفرجين ، وانما كانوا مشاركين فعلين فلم يكن هناك مقاعد إذ أن الوقوف ساعد على وجود ردود أفعال واضحة صريحة، كما سمح بحرية الحركة من محور فعل درامى إلى اخر، أو حتى الصعود فوق اى من الخشبات المسرحية الموجودة وذلك لاحداث نوع من التبادل الدائم بين الفعل ورد الفعل، وبما أن تركيز السيكودراما قائم علا علاقة الفرد بالجماعة، فإن المشاركين الذين كانوا أقل استغراقا بشكل غير مباشر كانوا يقومون بدور خصم البطل ودور عناصر المنظر المسرحى وهكذا فبدلا من وجود جمهور سلبى شكل المتفرجون بيئة متجاوبة تمثل المجتمع على اتساعه باعتباره السياق الذى يتحرك الفرد داخله ، أن ما من الناحية النظرية فقد كان مسرح “مورينو” مسرحا للجميع ، فالجميع يجب أن يشاركوا بالاداء ابتدأ بالوعى بما يدور حولهم وحتى الارتجال وقد عكست تلك البنية المسرحية التى طورها ” مورينو” هذين العنصرين المطلوبين: التلقائية والمساواة.
ومن ثم يرى ‘ مورينو ” أن يكون مسرح التلقائية بلا ستار ولا كواليس حول مشهد رئيسى دائرى تماما فخصص للممثلين الذين يأتون بطريقة تلقائية عفوية، فالفهم عند” مورينو” الا تعلم الأدوار ذلك أن التلقائية لا يجوز تعلمها من شىء خارجة عنها،فكل ما تتطلبه هو أن تنطلق هناك افعال لا سواب لها،ولكنها تبزغ على غير انتظار. فالادوار لم تعلم بل ستنطلق بها خبرة معاشة ليست فى حاجة لنص مكتوب لا إن النص المكتوب مناهض ونقيض للتلقائية ، وبالإضافة لما سبق فإن مسرح التلقائية يقوم على نفس المفردات التى يقوم عليها اى مسرح ولكنه يختلف حول وسائل توظيفها ومقوماتها ومتجهاتها فالجمهور على سبيل المثال هو الجمهور ولكنه فى مسرح التلقائية جمهور مشارك لا يقف عند حد المتفرج أو المشاهدة السلبية أو حتى الاىاك بعقله مستبعدا وجدانه ،بل أنه مساهم فى المشهد الدرامى التلقائي.
ويرى “مورينو” أن الدراما “Drama” هى فن من الفنون الأساسية بل إنها تحتضن العديد من العلوم الإنسانية ومنها علم النفس الذى يدرس السلوك الإدراكى والمعرفى للإنسان بل إننا نجد الدراما فى واقع الأمر تعتمد على مخاطبة النفس البشرية وذلك عن طريق استخدام بعض الأساليب فى بنائها؛مثل الحوار الداخلى الذى يحدث فى كثير من الأعمال الدرامية المعروف “بالمونولوج” وهو أن يدور حوار بين الشخص وذاته لوجود صراع داخلى لديه أو أن تعرض أفعال وتصرفات شخصيات ما بداخل البناء الدرامى لتعكس عقدة ما أو صراع ما ، أو تعكس مشاهد الاحلام و الكوابيس المزعجة أو حتى احلام اليقظة فكل هذا متصل بالعلوم النفسية التى نسعى لدراسة سلوك الإنسان والدوافع التى تقف وراءها اى أنها تقدم التحليلات النفسية بشكل ما أو بآخر. والقصص الدرامية لا تقتصر فقط على العنصر الاجتماعى وانما امتدت لتشمل العنصر السيكولوجى مع إلقاء الضوء على ما هو مهمش فى النفس البشرية، أن الهدف من السيكودراما هو إيجاد حلول جديدة للمشاكل القديمة غير المحلولة أو تقديم حلول لمشاكل جديدة مشابهة لما قد تحدث فى المستقبل فالسيكودراما فى المجمل هى مسرحية درامية جماعية تحاول اخراج الشخص عن عزلته النفسية، بل وتقدم اسلوب عملى للعلاج بدلا من الأسلوب الشفهى المتبع فى وسائل العلاج النفسي التقليدية والتى تتصل بالتخيل اجترار الأحداث فى الذهن فقط بدون تعبير عن الانفعالات ، أو كما يشير ” لوتز” Lotz عام ١٩٩٠ من أن السيكودراما هى (الطريقة النشطة للوصول إلى أعماق النفس وان اسلوب العلاج بالسيكودراما هو شكل حى من أشكال استكشاف النفس البشرية واغوارها حيث يقوم على أسس نفسية وعلاجية وارشادية بالدرجة الأولى.
إن العلاقة بين المسرح والتحليل النفسي ليست وليدة هذا العصر وليست بالعلاقة العرضية الجزئية،ان الصلة التى تربط بينهما صلة جوهرية اصلية، ويمكن القول إنه لا وجود لمسرح بدون تحليل نفسي، كما أنه لا وجود لتحليل نفسي بدون مسرح، فى كتابة اعترافات “مؤلف مسرحى” يقصى علينا ( هندى رينيه لنورمان) “H,R, Lenormand” زيارته ” لسيجموند فرويد فى فينيا ” وبعد أن دار الحديث حول مسرحية “لنورمان” بعنوان ” ملتهم الاحلام” وتأثر بعض المسرحيات المعاصرة بالتحليل النفسي، اتجه فرويد نحو مكتبته وأشار إلى مؤلفات اسخليوس، سوفوكليس ، وبور بيدس ، وشكسبير وهو يقول، التصريح وتواضعه، ومن رأيه أن التحليل النفسي يظل اكثر السبل جرأة شقها الإنسان للكشف عن أعماق النفس البشرية وتجلى غموضها.




