استغاثةالصحةحوادث وقضايا

الفاشر في دارفور — السودان: بحث دقيق للحالة الراهنة

الفاشر في دارفور — السودان: بحث دقيق للحالة الراهنة

بقلم خالد البنا 

1. الخلفية والموقع

الفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور، وتُعدّ واحدة من المدن الرئيسية في إقليم دارفور غربي السودان. شهدت المدينة منذ اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية (SAF) وقوات الدعم السريع (RSF) في أبريل 2023، صراعًا عنيفًا وتجاذبًا مسلحًا جعلها محطًا لمعاناة إنسانية كبيرة. 

2. الوضع العسكري والسيطرة

القوات المسلحة السودانية كانت تعتبر الفاشر معقلها الأخير في دارفور، لكن تصريحات رسمية أفادت بأن الجيش انسحب منها، وأعلنت RSF سيطرتها على قاعدة عسكرية رئيسية فيها. 

RSF شنّت هجمات جوية ومدفعية باستخدام الطائرات بدون طيار على الأحياء السكنية والمخيّمات داخل الفاشر، ما نتج عنه آلاف الضحايا من المدنيين. 

الحصار المفروض على المدينة دام أكثر من عام، حيث نجحت قوات RSF في عزلها بشريط ترابي وطوّقت مداخلها، مما أدى إلى نقص حادّ في السلع الأساسية والإمدادات. 

3. الأوضاع الإنسانية والسياسية

أكثر من ليس فقط القتال، بل الحصار وانقطاع المساعدات الإنسانية جعل الفاشر واحدة من أسوأ مناطق الأزمة الإنسانية في السودان: نقص الطعام، الماء، والدواء، وانتشار المجاعة بين الأطفال. 

جماعات حقوقية ومحلية وثّقت ما وصفته بـ «جرائم حرب» تشمل قتل المدنيين على خلفيات عرقية، ونهب المرافق الطبية، واستهداف مخيّمات النازحين. 

نزوح جماعي كبير: الآلاف فرّوا من الفاشر إلى مدن وقرى مجاورة بسبب القصف والخوف من الحصار. 

4. تأثيرات على المدنيين والمخاطر

الأطفال هم أحد أكبر الضحايا: المجاعة، انقطاع التعليم، والنزوح المستمر. 

الصحة العامة في تدهور: مستشفيات دُمّرت أو توقفت عن العمل، الأدوية مفقودة، الخدمات شبه منعدمة. 

احتمال وقوع تطهير عرقي أو تصعيد طائفي — خاصة مع افتراضات بأن RSF تستهدف مدنيين بناء على العرق. 

5. لماذا الفاشر بالذات؟

باعتبارها آخر معقل للجيش الحكومي في دارفور، السيطرة عليها تمنح RSF ميزة استراتيجية مهمة في الإقليم.

الحصار والتحكّم في المدينة يمنحان قوة ضغط على الحكومة السودانية في مفاوضات السلام والمناطق الغربية.

لأسباب جغرافية وبُنى تحتية ضعيفة، جعلتها هدفًا يسهل حصاره ونقل المعارك إليها بعيدًا عن العاصمة.

6. الخاتمة

الفاشر اليوم تمثّل مأساة إنسانية ومعنوية في آنٍ واحد: مدينة محاصرة، أهلها يعيشون بين الموت بشحّ الطعام والقصف، والنهار يخلو من الأمان. ‏إذا استمر هذا الوضع فمن المتوقع أن تتحول الفاشر إلى منطقة منكوبة بالكامل، ليس فقط نتيجة القتال، بل من جراء الإهمال والظروف القاسية المحيطة.

الدعوة هنا عاجلة: فتح ممرّات إنسانية، وقف القتال، ومحاكمة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان — ليس فقط لإنقاذ الفاشر، بل لإنقاذ ما تبقّى من كرامة في دارفور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى