أحزاب ونوابمقالات الرأي

صراع على اللاشيء

صراع على اللاشيء

بقلم خالد البنا 

منذ عقود طويلة

ما زالت القرى المصرية تتناحر فيما بينها حول من يكون نائب البرلمان، كأنّ الكرسي مفتاح السماء ومصدر الخلاص.

كل قرية تريد أن يكون “ابنها” هو الممثل عنها، ظنًّا منهم أنّه إذا جلس تحت قبة المجلس، ستُرصف الطرق، وتُفتح المصانع، وتُحلّ المشكلات.

لكن الحقيقة المؤلمة أن النائب

في ظل مركزية الدولة، لا يملك من أمره شيئًا، لأن كل الخدمات والقرارات الكبرى بيد السلطة التنفيذية، لا بيد الأفراد.

في الصعيد

ارتبط المقعد بالتوريث والعصبية، وكأنّها إمارة تُورَّث لا خدمة تُؤدَّى.

وفي محافظات الحدود، صار النائب عنوانًا للقبيلة لا للوطن، فتدور حوله المعارك اللغوية، وربما المادية، في سبيل تمثيل رمزي لا يغيّر في الواقع شيئًا.

لقد تحوّل الكرسي من وسيلة لخدمة الناس إلى رمز اجتماعي زائف، تتقاتل عليه القرى وتتباهى به العائلات، في حين أنّ المواطن العادي لا يجد قوت يومه، ولا يسمع صوته أحد.

إنها مأساة شعب يتصارع على اللاشيء، لأن النظام نفسه جعل السلطة خارج أيدي ممثليه.

فمن يُصلح الخلل؟

الجواب يبدأ من وعي الناس، لا من أسماء المرشحين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى