آداب وفنون

حين يرى القلب قبل الرمز

حين يرى القلب قبل الرمز

بقلم خالد البنا

في كثير من الأحيان، نجد في داخلنا مشاعر غامضة يصعب تفسيرها؛ فقد نشعر بالضيق حين نرى رمزًا دينيًا يخصّ غيرنا، بينما تهدأ نفوسنا عندما نسمع ما يخصّ ديننا أو ثقافتنا. هذه المشاعر ليست نابعة من كراهية، بل من تراكمات تربوية وثقافية نشأنا عليها دون وعي.

منذ الصغر، يتكوَّن في داخل الإنسان مفهوم “نحن” و“الآخر”، فيرتبط وجدانه بما يمثّله “نحن”، وينفر مما يظنه “ليس نحن”. لكن الحقيقة أن الرمز — كالصليب أو الهلال — لا يحمل في ذاته عداءً لأحد؛ بل هو مجرّد صورة تعبّر عن تجربة إنسانية عميقة.

حين ننضج فكريًا وروحيًا، ندرك أن الإيمان لا يُقاس بالرموز، بل بالرحمة التي يحملها القلب. فكما يرى المسيحي في الصليب محبة وتضحية، يرى المسلم في الهلال هداية ونورًا. وإذا نظرنا إلى جوهر المعنى بدلًا من شكل الرمز، سنكتشف أن الرسالة واحدة: حبّ الإنسان للإنسان.

إن أول طريق السلام يبدأ عندما نتعلّم أن نرى الإنسان قبل الرمز، والجوهر قبل المظهر، وساعتها فقط تزول المسافات بين القلوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى