سياسة

ميلوني .. إيطاليا لن تعترف بفلسطين إلا بتنحي “حماس” وإطلاق الرهائن

كتب إسلام إبراهيم سيف
تُعد تصريحات رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الأخيرة بشأن القضية الفلسطينية والاعتراف بدولتها خطوة دبلوماسية محسوبة، تضع روما في موقع وسطي يختلف عن مسار بعض حلفائها الأوروبيين. فبينما تؤكد ميلوني دعمها لحل الدولتين، ترفض الاعتراف المبكر، وتضع شروطاً صارمة لتحويل هذا الدعم إلى اعتراف رسمي.
تأييد مبدئي وتحذير من “نتائج عكسية”
أعلنت ميلوني مراراً عن تأييدها القوي لقيام دولة فلسطينية كجزء من حل شامل للصراع. إلا أنها شددت على أن الاعتراف بها يجب أن يأتي في التوقيت المناسب، معتبرة أن الاعتراف بها قبل “إقامتها الفعلية” قد يكون له “نتائج عكسية”.
وفي تصريحات صحفية، أوضحت رئيسة الوزراء الإيطالية وجهة نظرها: “أنا أؤيد بشدة (قيام) دولة فلسطين، لكنني لا أؤيد الاعتراف بها قبل إقامتها”. وتفسر ميلوني ذلك بأن الاعتراف الرمزي بدولة غير قائمة على الأرض لا يحل المشكلة، بل قد “يوحي بأن المشكلة قد تم حلها وهي لم تحل”.
شرطان لا تنازل عنهما
الموقف الإيطالي الحالي يربط الاعتراف بالدولة الفلسطينية بتحقيق شرطين أساسيين، أعلنتهما ميلوني بوضوح أمام الصحافة الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة:
الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين: ترى روما أن الأولوية القصوى يجب أن تكون لإنهاء الأزمة الإنسانية المرتبطة بالرهائن، وتعتبر هذا شرطاً لا يمكن تجاوزه.
استبعاد حركة “حماس” من الحكم: طالبت ميلوني بوضوح بـ”استبعاد حماس من أي دور في إدارة قطاع غزة” أو أي عملية حكومية مستقبلية في فلسطين، معتبرة أن الضغط الدولي يجب أن ينصب على الحركة التي “بدأت الحرب وتعرقل نهايتها” برفضها إطلاق الرهائن.
هذا الموقف يمثل محاولة إيطالية لاستخدام “ورقة الاعتراف” كأداة ضغط لتحقيق أهداف أمنية وإدارية محددة في غزة، بما يضمن كياناً فلسطينياً مستقبلياً قادراً على التفاوض والإدارة بعيداً عن الفصائل المسلحة.
انتقاد العمليات الإسرائيلية: تجاوز “مبدأ التناسب”
في موازاة موقفها الحذر من الاعتراف، لم تتردد ميلوني في توجيه انتقادات قوية للعمليات العسكرية الإسرائيلية، داعية إسرائيل إلى احترام القانون الدولي.
صرحت ميلوني بأن الوضع الإنساني في غزة أصبح “مأساوياً وبلا مسوغ”، وألمحت إلى أن الرد الإسرائيلي قد “تجاوز مبدأ التناسب”. كما وجهت تحذيراً لإسرائيل بأنها “ليس لها الحق في منع إنشاء دولة فلسطينية” أو بناء مستوطنات جديدة تقوض هذا الحل. وذهبت إلى القول بأن إسرائيل تخاطر بـ “الوقوع في الفخ” الذي نصبته لها حماس، والذي يهدف إلى عزلها دولياً.
خلاصة: إن موقف جورجيا ميلوني يعكس استراتيجية مزدوجة: دعم مبدأ حل الدولتين كهدف نهائي، ولكنه يرفض الإجراءات الرمزية التي لا تخدم هذا الهدف، ويُخضع الاعتراف الفعلي لشروط صارمة تهدف إلى تغيير المشهد السياسي والأمني على الأرض في غزة والضفة الغربية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى