سياسة

عودة الأبطال: ناشطو “أسطول الصمود”

عودة الأبطال: ناشطو “أسطول الصمود” يحملون رواية الحصار والانتهاكات إلى العالم

 

بعد أيام من التوتر والاحتجاز، بدأت مجموعات من النشطاء الدوليين المشاركين في “أسطول الصمود العالمي”، الذي سعى لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، بالعودة إلى أوطانهم. هذا العودة لا تمثل نهاية للحركة، بل بداية لمرحلة جديدة من **الضغط الدبلوماسي** و**كشف الحقائق**، حيث يحمل العائدون شهادات حية عن تجربتهم في محاولة الوصول إلى غزة ومعاملتهم خلال الاحتجاز الإسرائيلي.

 

شهادات صادمة تزلزل الرأي العام

 

استقبلت العواصم والمدن الأوروبية النشطاء العائدين من جنسيات متعددة، كان أبرزها الإسبانية والسويسرية والبريطانية، استقبال الأبطال. فبمجرد وصولهم إلى المطارات، بدأ النشطاء في سرد رواياتهم، التي وصفت المعاملة التي تعرضوا لها بالـ”غير إنسانية” و”المهينة” داخل المعسكرات والسجون الإسرائيلية.

 

ومن بين الشهادات التي انتشرت على نطاق واسع، ما ذكره نشطاء إسبان وسويسريون، حيث أكدوا تعرضهم لانتهاكات جسيمة شملت **التعذيب اللفظي**، و**الحرمان من الماء والتواصل مع المحامين**، بل وصل الأمر إلى **نزع الحجاب بالقوة** عن بعض الناشطات. وفي مشهد وصف بالوقاحة، تحدث أحد النشطاء عن تعليق لافتة تحمل صورة غزة بعد الدمار في مكان احتجاز النساء، وكُتب عليها: “مرحباً بكم في غزة”. هذه الروايات الصادمة لا تثير فقط موجة من التعاطف، بل تضع الحكومات والمنظمات الحقوقية أمام مسؤولية مباشرة تجاه ما تعرض له مواطنوها.

 

 

 محاولات الردع تتحول إلى وقود للقضية

 

على الرغم من النجاح الإسرائيلي في اعتراض سفن الأسطول والسيطرة عليها وترحيل معظم النشطاء – حيث تم ترحيل أكثر من 170 ناشطًا في إحدى المراحل – إلا أن هذا الإجراء لم يحقق هدف الردع بالكامل. فبدلاً من أن يخمد صوت النشطاء، تحوّلت تجربة الاحتجاز القاسية إلى **منصة دولية** لتوثيق الانتهاكات و**تأكيد شرعية قضية كسر الحصار**.

 

وقد أثار قرار ترحيل النشطاء جدلاً حتى داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيث طالب بعض الوزراء المتشددين بإبقائهم في السجون لأشهر بدلًا من إعادتهم إلى بلادهم، معتبرين أن الترحيل يشجعهم على العودة مجدداً. وهذا التباين يكشف عن مدى القلق الإسرائيلي من التحوّل الذي أحدثته هذه الحركة من مجرد إيصال مساعدات إلى مواجهة سياسية وحقوقية عالمية.

 

 

قلق على مصير الباقين وتعهد بمواصلة النضال

 

في خضم عودة المجموعات الأولى، لا يزال القلق يسيطر على مصير **المئات من النشطاء** الذين لا يزالون قيد الاحتجاز في السجون الإسرائيلية، تحت ظروف وصفت بأنها دون المستوى المطلوب. وقد تعهد العائدون وداعمو الأسطول بمواصلة الضغط على حكوماتهم لضمان الإفراج عن زملائهم المتبقين في أقرب وقت.

 

إن عودة هؤلاء النشطاء تمثل أكثر من مجرد وصول مسافرين، إنها تمثل وصول **رسل لقضية غزة**، مسلحين بتجربة المعاناة والمقاومة السلمية. فكل ناشط عائد هو شاهد عيان، ووسيلة إعلامية متنقلة، سيعمل على رفع مستوى الوعي والضغط الشعبي والرسمي في بلده لإنهاء الحصار المستمر منذ سنوات. لم تصل سفن “أسطول الصمود” إلى شواطئ غزة، لكن قصص ناشطيه وصلت إلى قلوب وعقول العالم، لتؤكد أن الإرادة المدنية العازمة على نصرة المظلوم لن تتوقف أمام أي اعتراض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى