سياسة

قُبلة على جبين التاريخ

هكذا ينتفض الجنوب العالمي!

كتب: محمد عقيل

في قلب نيويورك، وعلى هامش اجتماعات الأمم المتحدة، لم تكن اللحظة مجرد صورة عابرة، بل كانت *بيانًا سياسيًا هزّ أركان الصمت الدولي. وثقت عدسات الكاميرات تحية استثنائية: الرئيس البرازيلي **لولا دا سيلفا* يقترب من نظيره الكولومبي *غوستافو بيترو، ويطبع **قُبلة اعتزاز على جبينه. هذه اللحظة، التي سُجلت بماء الذهب في سجلات التضامن العالمي، لم تكن مجاملة دبلوماسية؛ بل كانت **تصديقًا مدوّيًا* على صحة الموقف الشجاع الذي أعلنه بيترو دفاعًا عن فلسطين.

صرخة التحدي الكولومبية وتأكيد العمالقة

لقد جاءت هذه القُبلة في أعقاب كلمة الرئيس الكولومبي *جوستافو بيترو، الكلمة التي لم تتردد في تسمية الأشياء بأسمائها. بيترو لم يكتفِ بالإدانة، بل ذهب إلى حيث يخشى كثيرون أن يذهبوا، مطالبًا بتشكيل *”جيش دولي قوي”* لإنهاء الاحتلال وتحرير فلسطين*، مؤكدًا أن الشعوب التي ترفض الإبادة الجماعية يجب أن تتحرك لحماية الضحايا.

إنها دعوة جريئة، تكسر قيود الخوف والتبعية، وهنا يتدخل العملاق البرازيلي، *لولا دا سيلفا، ليؤكد أن هذا الصوت ليس وحيدًا. تقبيله لجبين بيترو هو إعلان تضامن يمزق البروتوكولات ويقول للعالم: *”نحن هنا، ولن نساوم على العدالة!”** إنها رسالة مفادها أن الجنوب العالمي قد قرر أن يرفع صوته الموحد ضد الظلم، وأن عصر التبعية والتخاذل قد ولى.

أمريكا اللاتينية تُعيد تشكيل الموازين

اللقطة التاريخية تكشف عن تحالف أيديولوجي ومبدئي يرفض الهيمنة الغربية ويصر على إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب. الزعيمان لم ينتقدا فقط الموقف من فلسطين، بل وجّها سهام النقد لسياسات القوى الكبرى التي تجاهلت قضايا التنمية والعدالة في أمريكا اللاتينية.

إنها لحظة *قوة إقليمية متنامية؛ فبينما يصر لولا على أن *”السلام لا يمكن تحقيقه مع الإفلات من العقاب”*، يقدم بيترو الحل الجذري. وتأتي القُبلة لتكون بمثابة **تعهد بين العمالقة* على المضي قدمًا في هذا المسار. هذه ليست مجرد دبلوماسية، بل هي *موقف مبدئي ثوري* يعيد رسم خريطة الشرف والكرامة في المحافل الدولية.

*ليعلم الجميع أن جبهة العدالة قد تأسست، ورمزها قُبلة على جبين الشجاعة!*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى