سياسة

صدى غزة المليوني في قلب أوروبا: اشتباكات عنيفة تندلع في روما خلال مظاهرة حاشدة دعماً لفلسطين

صدى غزة المليوني في قلب أوروبا: اشتباكات عنيفة تندلع في روما خلال مظاهرة حاشدة دعماً لفلسطين

**بقلم: محمد عقيل**

شهدت العاصمة الإيطالية **روما** يوم **الرابع من أكتوبر** تظاهرة ضخمة ومحورية تحولت إلى مواجهات عنيفة بين آلاف المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطينية وقوات **الشرطة الإيطالية**. تعكس هذه الأحداث التصعيد المستمر للغضب الشعبي الأوروبي من الوضع في قطاع **غزة** وسياسات حكومة اليمين الإيطالية تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. كانت المظاهرة، التي حظرتها السلطات الإيطالية مسبقًا لدواعٍ أمنية، جزءًا من موجة احتجاجات واسعة في إيطاليا عقب اعتراض إسرائيل لـ **”أسطول الصمود”** الذي كان يحمل مساعدات إنسانية لغزة.

 حشود غير مسبوقة: مليون متظاهر يغرقون شوارع روما تضامناً

أثبتت مظاهرة 4 أكتوبر أنها واحدة من أكبر التجمعات المؤيدة لفلسطين في تاريخ إيطاليا الحديث. حيث أكد **المنظمون** أن عدد المشاركين في روما وحدها قد **تجاوز المليون شخص**، وهي تقديرات تعكس مدى الغضب والتعاطف الشعبي. وفي المقابل، قدرت الشرطة الإيطالية الأعداد بما يتراوح بين 250 ألفًا إلى 300 ألف شخص. بغض النظر عن الأرقام، تسببت هذه الحشود الهائلة في شل الحركة بالعاصمة، وأرسلت رسالة قوية ومزلزلة إلى الحكومة الإيطالية.

 الغضب يتفجر: من السلمية إلى المواجهة العنيفة

انطلقت التظاهرة، التي نُظمت من قبل حركات طلابية ونقابات عمالية ومنظمات فلسطينية محلية، بمشاركة حاشدة، رفع المتظاهرون فيها **الأعلام الفلسطينية** ورددوا شعارات تطالب بـ **”فلسطين حرة”** و**”وقف الإبادة الجماعية”** في غزة. وعلى الرغم من أن المسيرة سارت سلميًا في بدايتها، فإنها سرعان ما انحرفت نحو العنف.

بعد ساعات قليلة من انطلاق المسيرة، حاولت مجموعات من المتظاهرين -بعضهم ملثمون- **تجاوز الحواجز** التي وضعتها الشرطة الإيطالية. ردت الشرطة باستخدام **الهراوات والغاز المسيل للدموع** و**رذاذ الماء** لتفريق الحشود. وفي المقابل، قام المتظاهرون بإلقاء **الزجاجات والمفرقعات النارية والحجارة** على قوات الأمن، كما قاموا **بإشعال النيران في بعض الأشياء والعربات** في محاولة لترهيب الحكومة، في مشهد يوحي بغليان الشارع الإيطالي. وقد أكدت تقارير إعلامية إيطالية ودولية اندلاع **اشتباكات عنيفة** في مناطق مختلفة من روما، مما أدى إلى إصابات وتوقيف عدد من المتظاهرين.

 المطالب المباشرة: حماية أسطول الصمود والاعتراف بفلسطين

كانت المظاهرة بمثابة ذروة لسلسلة من الاحتجاجات في إيطاليا، بما في ذلك إضراب عام واسع النطاق في اليوم السابق، كلها جاءت ردًا على اعتراض الجيش الإسرائيلي لـ **”أسطول الصمود”** واحتجاز النشطاء.

 ترهيب الحكومة من أجل القضية الفلسطينية

كان للمتظاهرين هدف سياسي واضح، وهو **محاولة ترهيب حكومة جيورجيا ميلوني اليمينية** لتغيير موقفها الداعم لإسرائيل والعمل بشكل فوري من أجل:

* **حماية أسطول الصمود:** ضمان عدم تعرض الناشطين والمساعدات على متن **أسطول الصمود** لاعتداءات أخرى من قبل “الاحتلال الإسرائيلي” والسماح بوصول المساعدات لغزة.
* **قضايا فلسطين:** **الاعتراف بدولة فلسطين** فوراً، ووقف ما يعتبرونه **”تواطؤ الحكومة الإيطالية”** مع الاحتلال.
* **قطع العلاقات التجارية:** المطالبة بوقف فوري لكافة الاتفاقيات التجارية والتعاون الأمني مع إسرائيل.

وتواجه رئيسة الوزراء ميلوني انتقادات حادة بسبب موقفها، حيث ردت الجماهير الغاضبة على تصريحاتها التي وصفت الاحتجاجات بأنها محاولة للحصول على عطلة نهاية أسبوع طويلة، فظهرت لافتات كتب عليها: **”عطلة نهاية أسبوع بطول إبادة جماعية”**.

 روما تلتهب تضامنًا مع فلسطين

تؤكد مظاهرة 4 أكتوبر في روما أن **القضية الفلسطينية** لا تزال حية ونابضة في قلب الرأي العام الأوروبي، وأن محاولات الحكومات الإيطالية لتقييد التعبير عن هذا التضامن تواجه مقاومة شعبية شرسة. ورغم أن **الاشتباكات العنيفة** التي قام بها المتظاهرون كانت محاولة لزيادة الضغط، فإنها نجحت في إيصال صوت الغضب والمطالبة بالتحرك الفوري لإنهاء الحصار على غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى