**تورينو تقف تضامناً مع غزة: إضراب شامل يشل المدينة ومطالبات بوقف الإبادة الجماعية**

**تورينو تقف تضامناً مع غزة: إضراب شامل يشل المدينة ومطالبات بوقف الإبادة الجماعية**
**مظاهرات فلسطينية إيطاليا: حراك شعبي غير مسبوق يغلق المرافق الحيوية في تورينو**
**بقلم: محمد عقيل**
شهدت مدينة **تورينو الإيطالية** (Torino, Italy)، في الأيام الأخيرة، موجة احتجاجات وإضراباً عاماً واسع النطاق، تضامناً مع **الشعب الفلسطيني** في غزة. وقد تحولت عاصمة إقليم بييمونتي إلى ساحة حقيقية للتعبير عن الغضب الشعبي والرفض القاطع للحرب، حيث نجح المنظمون والناشطون في تحقيق حالة من **الشلل الكامل** تقريباً في مفاصل المدينة الحيوية. هذا الحراك، الذي جاء استجابة لدعوات نقابية وشعبية، لم يقتصر على مجرد تظاهرة، بل جسد رفضاً عميقاً للسياسات الدولية المتخاذلة تجاه ما يوصف بـ “**حرب الإبادة الجماعية**” في غزة.
—
**الشلل التام في تورينو: المدارس، الجامعات، والطرق**
لقد تجاوزت هذه الاحتجاجات النطاق التقليدي للمظاهرات، لتلامس الحياة اليومية في المدينة بشكل مباشر ومؤثر.
**إغلاق المؤسسات التعليمية والمرافق العامة**
كان الإغلاق للمرافق والمؤسسات التعليمية أحد أبرز سمات هذا الإضراب. استجابت **المدارس والجامعات في تورينو**، بما في ذلك المؤسسات التعليمية الكبرى، لدعوات الإضراب وأغلقت أبوابها بالكامل. هذا التوقف عن الدراسة والعمل الأكاديمي لم يكن مجرد استجابة لوجستية، بل كان رسالة واضحة من جيل الشباب والأكاديميين الإيطاليين يعبرون فيها عن رفضهم الصمت تجاه الأوضاع الإنسانية في غزة. كما أثر الإضراب على حركة **النقل العام** داخل المدينة، حيث توقفت العديد من الخدمات، مما أدى إلى تعطل كبير في حركة السكان.
**إغلاق الطرق الرئيسية وتعطيل الحركة**
وفي خطوة تصعيدية، قام المحتجون بإغلاق **الطرق الرئيسية** والشرايين المرورية في تورينو، مما أدى إلى إرباك واسع النطاق في حركة السير. هدف المتظاهرون من خلال هذا الإغلاق إلى “شَلّ حركة” المدينة وإيصال رسالتهم بأقصى درجات الضغط، مطالبين الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي باتخاذ مواقف أكثر حزماً تجاه الحرب.
—
**قوة المقاطعة: المحلات والشركات تستجيب للنداء**
شهدت حركة **المقاطعة الاقتصادية** في تورينو نجاحاً لافتاً، حيث تم استهداف المحلات والشركات المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالاحتلال الإسرائيلي.
**استجابة المحلات لدعوات المقاطعة**
سجلت المدينة **إغلاقاً كاملاً للعديد من المحلات التجارية** التي شملتها حملات المقاطعة الشعبية، وهو ما عكس وعياً متزايداً لدى المستهلك الإيطالي بقوة قراره الاقتصادي في التأثير على مجريات الأحداث. هذا التضامن الاقتصادي مع القضية الفلسطينية يمثل بُعداً جديداً في الحراك، حيث يربط النشاط التجاري اليومي بالموقف الأخلاقي والإنساني تجاه الصراع.
—
**رسائل التضامن من قلب أوروبا**
إن ما حدث في **تورينو** ليس حالة معزولة، بل هو جزء من موجة واسعة من الاحتجاجات في مدن إيطالية أخرى مثل ميلانو وجنوة وروما، حيث أدت الإضرابات إلى إغلاق الموانئ ومنع شحن الأسلحة. لكن حجم الشلل الذي حدث في تورينو، وتوحيد الجهود الطلابية والنقابية والشعبية فيه، يؤكد على أن **القضية الفلسطينية** لا تزال حية في ضمير الشعوب الأوروبية.
لقد خرج عشرات الآلاف في تورينو، حاملين الأعلام الفلسطينية وهاتفين بشعارات تدعو إلى **الحرية لفلسطين** وإنهاء الحصار، مؤكدين أن الضمير الإنساني يتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية. وتطالب هذه التحركات بفرض **عقوبات اقتصادية ودبلوماسية** فورية على إسرائيل.
***