نداء من إيطاليا: لا للذوبان… بل للبناء!

نداء من إيطاليا: لا للذوبان… بل للبناء

بقلم: محمد عقيل

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم

إلى شبابنا العربي في كل المدن الإيطالية… إلى الجيل الذي يحمل في عروقه تاريخاً مجيداً ويسير على أرض حضارة عريقة، أتوجه إليكم اليوم لا بصفتي كاتباً، بل كشريك في مهمة مصيرية: مهمة صناعة المستقبل دون التخلي عن الجذور.

لقد أطلقنا في ملتقى الشباب العربي مبادرتنا ليس كتجمع عابر، بل كصوت صارخ يؤكد: نعم للاندماج، ولا للذوبان! إن شرف وجودكم في هذه البقعة من العالم يضع على عاتقكم مسؤولية مضاعفة: أن تكونوا جسراً حضارياً فاعلاً، لا ضيفاً سلبياً. رسالتنا واضحة وضوح الشمس: دمج الشباب العربي في صميم الحضارة الإيطالية مع الحفاظ المطلق على الهوية العربية والإسلامية التي هي مصدر قوتنا وكرامتنا.

الهوية ليست عبئاً.. بل وقود الانطلاق

كفى تردداً! وكفى خوفاً من التناقض! إن هويتنا ليست قيداً يمنعنا من التقدم، بل هي وقود الانطلاق نحو الإبداع والمشاركة. نحن نسعى لتمكين الشباب العربي في إيطاليا ليصبحوا قادة، يندمجون اندماجاً بنّاءً يراعي القانون والدستور الإيطالي، وفي الوقت ذاته، يجسدون أسمى معاني التقاليد والعادات العربية الأصيلة. هذا هو التوازن الذي نصنعه.

لقد تأسس ملتقى الشباب العربي ليكون منبراً ثقافياً وحضارياً لا يعرف الكسل. مهمتنا تتجاوز الكلمات؛ إنها تترجم إلى أفعال. نحن نعمل بجد لنشر ثقافتنا وقيمنا، ليس عبر خطب مملة، بل من خلال أنشطة عملية تلامس واقعكم وتفجر طاقاتكم:

• ورش عمل نوعية: لتنمية قدراتكم المهنية والقيادية.
• فعاليات تفاعلية: لغرس روح العطاء والتعاون والعمل المشترك.

التوازن بين الجد والترويح: سر الحياة

نعرف أن الشباب يحتاج إلى الترفيه والتعرف على العالم المحيط. لذلك، جمعنا لكم بين الجد والترويح بطريقة لم تعهدوها! من مؤتمرات وملتقيات شبابية جادة تبني الفكر، إلى رحلات تزلج على الجليد ممتعة، مروراً بـالمخيمات الكشفية ورحلات الصيد التي تزرع فيكم روح المغامرة والانضباط. كل نشاط نقدمه يهدف إلى منحكم فرصة للتعرف على أنماط الحياة الأوروبية الحديثة، لتكونوا مواطنين عالميين، لكن بقلب عربي وإيمان إسلامي لا يلين.

لا لتناقض القيم! نعم لثبات المبادئ!

إن رؤيتنا لكم هي أن تكونوا مجتمعاً شبابياً عربياً فاعلاً، يخدم المجتمع الإيطالي بكل إيجابية، ويرسّخ أسمى قيم المواطنة الصالحة، مع التشبث الأبدي بالجذور الثقافية والدينية. هذه هي القوة الحقيقية التي نحتاجها اليوم.

هذا هو شعاركم.. وهذا هو دربكم!

أيها الشباب الأبيّ، إننا نؤمن بأن التغيير يبدأ من الداخل، ولا يمكن أن تدعو غيرك إلى الصلاح وأنت قابع في مكانك. لذلك، فإن شعارنا الذي يجب أن يصبح بوصلتكم الشخصية، هو:

انظر إلى هذا الشعار بقلبك وعقلك! إنه دعوة للثورة الداخلية، للعمل الدؤوب على ترسيخ القيم الرفيعة، وتعزيز روح التعاون، وتحفيز الإبداع والابتكار. لا تنتظر أن يغيرك أحد! أنت القائد، وأنت المبدع، وأنت المسؤول عن المشاركة الفعّالة في كل مجال.

انطلقوا الآن! اجعلوا من وجودكم في إيطاليا قصة نجاح مضيئة، دليلًا على أن الإيمان والهوية لا يعيقان التقدم، بل هما أساس التفوق الإنساني.

متى وأين اللقاء؟

موعدنا معكم، أيها الجيل الواعد، للانطلاق بهذه الرسالة العملية والمباركة:

ملتقى الشباب العربي في إيطاليا ينتظركم، ليحول إمكانياتكم الهائلة إلى واقع ملموس! فليكن هذا الملتقى بداية التغيير المنشود.