
“قلب المجتمع النابض”
بقلم : مهدي الصَّيرفي
في نسيج المجتمع الإنساني، تتداخل الخيوط لتشكّل لوحةً متكاملة، لا يكتمل جمالها إلا بحضور جميع ألوانها وظلالها، ومن بين هذه الخيوط المضيئة، يبرز ذوو الاحتياجات الخاصة كجواهر إنسانية، يضفون على المجتمع عمقًا ومعنى، ويذكّروننا بأن القوة ليست في الجسد وحده، بل في الإرادة والعزيمة والروح المتألقة.
ذوو الاحتياجات: قيمة إنسانية لا تُقدّر بثمن
هم أرواحٌ نقية تحمل في طياتها قصصًا من الصبر والكفاح، وتجسّد أسمى معاني التحدي.، يشكّلون مصدر إلهام لكل من حولهم، إذ يثبتون أن العجز الحقيقي ليس في الجسد، بل في غياب الإرادة، حضورهم في المجتمع يضيف تنوعًا إنسانيًا يثري التجارب ويعمّق الفهم المتبادل بين البشر.
دورهم في بناء المجتمع
يساهمون في إثراء الثقافة الإنسانية عبر مواهبهم في الفن، الأدب، الرياضة، والعلوم.، يعلّموننا أن الرحمة والتكافل ليست شعارات، بل ممارسة يومية تُترجم في دعمهم وتمكينهم، وجودهم يذكّرنا بأن المجتمع المتماسك هو الذي يحتضن جميع أفراده دون استثناء.
ذوو الاحتياجات ليسوا هامشًا في كتاب الحياة، بل هم العنوان البارز الذي يذكّرنا بإنسانيتنا. إنهم أوتارٌ حساسة تعزف لحن الصمود، وشموعٌ مضيئة تنير دروب الأمل، وأجنحةٌ خفية ترفع المجتمع نحو سماء أرحب من التفاهم والرحمة.
إن الحديث عن ذوي الاحتياجات الخاصة ليس مجرد كلمات، بل هو دعوة إلى أن نراهم كما هم: جزء لا يتجزأ من المجتمع، بل قلبه النابض وروحه المتجددة، فالمجتمع الذي يفتح أبوابه لهم، ويمنحهم فرصًا متكافئة، هو مجتمع يكتب لنفسه قصة حضارةٍ إنسانيةٍ خالدة، حيث تتوحّد القلوب وتذوب الفوارق، ليبقى الإنسان هو القيمة العليا.
«#مهدي_الصَّيرفي-#المَهْدِيّ»




