حفلة الشيطان تحت الأهرامات. حين يرقص الباطل على أنقاض الحضارة
منذ 4 أسابيع
0 11 2 دقائق
حفلة الشيطان تحت الأهرامات… حين يرقص الباطل على أنقاض الحضارة
كتب حسين ابوالمجد حسن
شهدت مصر في الأيام الماضية حدثًا صاخبًا أثار الغضب والجدل معًا.
حفل موسيقي ضخم أقيم عند سفح الأهرامات، امتلأت سماؤه بأضواء حمراء وأشكال غريبة ورموزٍ لا تخطئها عين، حتى سُمِّي بين الناس بـ “حفلة الشيطان”.
لم يكن مجرد عرض فني كما يزعم منظّموه، بل مشهد يفيض بالرمزية الماسونية والرسائل الخفية التي تسعى إلى خلخلة وجدان الأمة وتشويه قدسية المكان.
رموز تفضح نواياهم
في الصور والفيديوهات التي اجتاحت مواقع التواصل، تكررت إشارات تُثير الريبة:
عين داخل مثلث مضيء، شعار الماسونية العالمية.
موجات ضوئية متشابكة كأنها تجسيد لطاقة غامضة تُستدعى من الظلام.
موسيقى إلكترونية مقلقة الإيقاع تقترب من الترانيم الطقوسية التي تُستخدم في طقوس الاستحضار الشيطاني.
كيف يُعقَل أن تُنار أعظم رموز الخلود الإنساني الأهرامات – بتلك الأضواء الحمراء المتوهجة، وكأنها تستغيث من عبثٍ يُشوّه هيبتها أمام التاريخ والسماء الفن حين يتحوّل إلى بوابة للظلام
ليست القضية في الموسيقى أو الفن ذاته، بل في الفكرة المبطّنة التي تُزرع خلف الألحان والألوان.
لقد أصبح ما يُسمّى بـ”الفن الحديث” غطاءً ناعمًا لتسلّل رموزٍ وأفكارٍ تمسّ العقيدة، وتستهدف العقل الجمعي ببطء.
إنها محاولة لتعويد الناس على قبول الشيطان بثوب جميل، والظلام على هيئة عرض مبهر.
مصر النور لا تقبل طقوس العتمة
كيف تُقام هذه الطقوس على أرض قال عنها الله تعالى: “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين”؟
أهذه هي الأرض التي واجه فيها موسى عليه السلام سحرة فرعون، وانتصر فيها النور على الباطل؟
هل تُرضي هذه المشاهد حضارةً شيّدت أعظم المعابد والنقوش توحيدًا للآله الواحد؟
إن ما جرى طعنة في قلب الهوية المصرية، التي عُرفت بنور العقل والروح منذ فجر التاريخ.
فمصر التي خرّجت الأزهر الشريف، وعلّمت الدنيا الوسطية، لن تسمح أن تُحوَّل أهراماتها إلى مسرح لرموز الشيطان أو منصة لترويج ثقافة الغموض الماسوني.
واجب الدولة والعقلاء
اليوم، صار لزامًا على كل جهة مسؤولة أن تراجع تصاريح الحفلات المقامة في المناطق الأثرية مراجعة دقيقة.
وعلى وزارتي الثقافة والآثار أن تضعا ميثاقًا أخلاقيًا وفنيًا يمنع أي عرض يتضمن رموزًا مشبوهة أو إساءات غير مباشرة للقيم والدين.
أما الإعلام والمثقفون، فعليهم ألا يقفوا متفرجين، فالصمت في وجه هذه الموجة تواطؤ مع الشيطان نفسه.
“أنا القائد، ابن هذه الأرض التي لا تنحني إلا لله،
أرفض أن يُعبث بتاريخ أجدادي أو يُستبدل نور مصر بأضواء حمراء عمياء.
الحضارة ليست في الصخب، بل في السموّ.
والفن إن لم يُوقظ الروح، فهو عبادة للباطل تحت اسم الجمال.
هكذا يتحدث كل مصري حرّ، يرى في الأهرامات رمزًا للخلود لا منصة للضياع.
إن الفن الحقيقي يرفع الإنسان نحو النور،
أما ما جرى تحت الأهرامات مؤخرًا، فليس إلا موكبًا من الظلال أراد أن يسرق بريق مصر،
لكن النور فيها لا يُطفأ أبدًا، لأن وراءه شعبًا لا يركع إلا لله.