آداب وفنون

أَعْتَرِفُ أَمَامَ عَيْنَيْكِ

✍️ بقلم: الكاتب/ حسين أبو المجد

أَعْتَرِفُ أَمَامَ عَيْنَيْكِ،
اللَّتَيْنِ تُشْبِهَانِ فَجْرًا أَبَى أَنْ يَغِيب،
أَعْتَرِفُ بِأَنِّي ضَلَلْتُ طَرِيقَ النُّورِ،
وَنَسِيتُ أَنَّكِ السَّبِيلُ إِلَى الْقَلْبِ الْعَجِيب.

أَعْتَرِفُ،
عَنْ نَجْمٍ تَغَزَّلْتُ بِهِ،
وَعَنْ لَيْلٍ أَقَمْتُهُ عَلَى غَيْرِ اسْمِكِ،
عَنْ نَظْرَةٍ سَاهِيَةٍ ذَهَبَتْ لِعَيْنٍ لَا تُشْبِهُكِ،
وَعَنْ أُنْثَى مَرَّتْ فِي طَرِيقِ الْوَهْمِ، وَانْتِهِتْ.

أَعْتَرِفُ،
عَنْ قُبْلَةٍ لَمْ تَكُنْ لَكِ،
عَنْ لَحْنٍ عَزَفْتُهُ عَلَى نَبْضٍ غَرِيب،
عَنْ كَلِمَةِ “حُبٍّ” نَطَقْتُهَا بِلِسَانٍ لَا يَعْرِفُ صِدْقِي.

أَعْتَرِفُ،
عَنْ قَصِيدَةٍ كَتَبْتُهَا لِغَيْرِكِ،
فَلَمْ تَسْمَعْ رُوحُهَا صَدَى اسْمِكِ فِي النِّدَاءِ،
وَعَنْ نَفَسٍ اسْتَنْشَقْتُهُ،
وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ عِطْرُكِ وَالْهَوَاءُ.

أَعْتَرِفُ،
فَأَنْتِ أَوَّلُ الرِّحْلَةِ وَمَصِيرُ النِّهَايَةِ،
نُورِي وَظِلِّي، وَحَرْفِي الَّذِي لَا يَنْطَفِئ،
أَعُودُ إِلَيْكِ،
مُتَعَبًا مِنْ كَثْرَةِ الْوُجُوهِ،
لِأُقَبِّلَ يَدَيْكِ وَأَغْسِلَ قَلْبِي فِي سَكِينَةِ دُعَائِكِ.

أَعُودُ إِلَيْكِ،
حَامِلًا أَوْجَاعِي وَأَعْذَارِي،
فَإِمَّا تَضُمِّينِي فِي نُورِكِ،
وَإِمَّا تَتْرُكِينِي أَحْتَرِقُ فِي نَارِكِ،
فَكُلُّ خُطَايَ نَحْوَكِ،
وَكُلُّ خَطِيئَاتِي فِيكِ تَبْدُو ابْتِدَاءً لِاحْتِضَارِي.

فَإِنْ غَفَرْتِ، فَذَاكَ نَجَاتِي،
وَإِنْ أَعْرَضْتِ…
فَفِي هَوَاكِ اِنْتِحَارِي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى