مقالات الرأي

وقف إطلاق النار: من الأزمة إلى المستقبل

وقف إطلاق النار: من الأزمة إلى المستقبل

كتب رجب حموده

بدأ سريان وقف إطلاق النار، وهو حدث طال انتظاره ويمثل نقطة تحول جوهرية، متجاوزًا كونه مجرد إعلان سياسي ليصبح مصدر طمأنينة للسكان الذين عانوا من حالة دائمة من القلق والخوف، مانحًا إياهم أملًا في عودة الاستقرار وإعادة بناء الحياة.

ويُقر المقال بأن الوصول إلى هذا الهدوء جاء بعد تكلفة إنسانية ومادية جسيمة. فالأضرار لا تُحصى بالقياسات الاقتصادية، بل بعدد الضحايا وحجم الأذى النفسي والجسدي والدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية. ويؤكد الكاتب أن هذا الوقف لا يُمثل الخاتمة، بل هو إنهاء للمرحلة الأكثر عنفًا من الصراع.

تتمحور المسؤولية القادمة حول مهمة شاقة تتجاوز إيقاف القصف؛ وهي تتمثل في عملية بناء شاملة. هذا البناء لا يقتصر على الهياكل المادية، بل يشمل إعادة بناء الثقة المنهارة بين الأطراف وضمان الانتقال إلى مستقبل مستدام لا يهدده تجدد الصراع.

يُحمّل الكاتب كافة الأطراف أدوارًا حاسمة:

القادة: مطالبون بإظهار الشجاعة السياسية اللازمة للمضي قدمًا نحو سلام دائم عبر حوارات جدية.

المجتمع الدولي: يجب أن ينتقل من موقع الحياد إلى دور الضامن الفعال لمنع تدهور الأوضاع مجددًا.

الأفراد: تقع عليهم مسؤولية دعم هذا الهدوء وتبني قيم التسامح والعقلانية لفتح صفحات جديدة.

في الختام، يرى المقال في الهدنة فرصة لتكريس الإرادة الشعبية للسلام، مشددًا على ضرورة اعتبار هذا الصمت انتصارًا للإنسانية وليس مجرد مكسبًا تكتيكيًا. ويُعرب عن تفاؤله بأن يكون هذا اليوم إيذانًا ببدء عصر جديد تتغلب فيه أصوات التنمية والتعليم والحياة على أصوات الحرب والدمار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى