سياسة

حراك عمالي يزلزل المدن تضامناً مع غزة

إيطاليا: حراك عمالي يزلزل المدن تضامناً مع غزة ورفضاً لـ “اقتصاد الحرب”اه
إضراب شامل يعطل القطاعات الحيوية… وهتافات “فلسطين حرة” تدوّي في روما وميلانو
بقلم: إسلام سيف
(مكان الصورة: صورة لمظاهرة حاشدة في إحدى المدن الإيطالية الكبرى – روما أو ميلانو – يظهر فيها متظاهرون يحملون الأعلام الفلسطينية أو لافتات تضامنية)
شهدت إيطاليا، مهد الحركات النقابية والاحتجاجات الشعبية، موجة جديدة من الإضرابات العامة التي تجاوزت المطالب الاقتصادية المعتادة لترتبط بشكل مباشر بالقضايا الدولية الساخنة. فبعد الإضراب الذي شهدته البلاد في 22 سبتمبر، والذي عُقد تحت شعار “ليتوقف كل شيء وفلسطين في القلب”، شهدت المدن الإيطالية إضرابًا آخر في 3 أكتوبر 2025، دعت إليه كبرى النقابات العمالية تضامناً مع قطاع غزة ورفضاً لـ “الإبادة الجماعية”.
أجندة الإضراب: من غزة إلى تقشف ميلوني
لم يعد الإضراب في إيطاليا مجرد أداة ضغط محلية، بل تحول إلى منصة للتعبير عن الغضب الشعبي تجاه السياسات العالمية والمحلية على حد سواء. وقد تمحورت أهداف الإضراب الأخير حول:
التضامن مع غزة: كان السبب الأبرز هو التنديد بالوضع الإنساني في قطاع غزة والمطالبة بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على إسرائيل. وذكرت النقابات أن هذا الإضراب هو “صرخة غضب إنسانية”.
رفض “اقتصاد الحرب”: دعت النقابات إلى وقف الزيادة في الإنفاق العسكري الإيطالي، مؤكدة على ضرورة توجيه هذه الموارد نحو السياسات الاجتماعية والصناعية.
الاحتجاج على خطة التقشف: لا يغيب الشق الاقتصادي عن المشهد، حيث تهدف الإضرابات إلى الضغط على حكومة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني لإعادة النظر في خطط التقشف وتخفيضات الميزانيات التي تطال الخدمات العامة والأجور.
(مكان الصورة: صورة لعمال موانئ أو موظفي نقل يحتجون، أو لافتة تطالب بتحسين الأجور والخدمات)
شريان الحياة يتعطل
تسببت هذه الإضرابات، التي استمرت لمدة 24 ساعة في أحيان كثيرة، في شلّ قطاعات حيوية واسعة في جميع أنحاء البلاد.
النقل العام: تعطلت حركة القطارات بين المدن، وتأثرت خدمات الحافلات والمترو بشكل كبير، ما أثر على حركة الملايين. كما شهدت المطارات إلغاء وتأخير مئات الرحلات الجوية، ما يشير إلى مشاركة واسعة لموظفي المطارات.
التعليم والخدمات العامة: أغلقت العديد من المدارس والجامعات، كما توقفت خدمات الموانئ وموظفي مجموعة السكك الحديدية الإيطالية.
مشاهد الاحتجاج: خرج أكثر من مليوني شخص إلى الشوارع – حسب تقديرات النقابات – في أكثر من 100 مدينة. وفي روما، ردد المئات من طلاب المدارس الثانوية هتافات “فلسطين حرة”، بينما شهدت مدن مثل ميلانو وتورينو إغلاق أرصفة الموانئ وقطعاً لخطوط السكك الحديدية.
انقسام سياسي وحضور نقابي غير مسبوق
أثار الحراك ردود فعل متباينة بين الحكومة والمعارضة. حيث وصف وزير النقل والبنية التحتية الإيطالي الإضرابات بأنها “غير قانونية” في محاولة لتقييد نطاقها، بينما دافعت المعارضة بقوة عن “الحق الدستوري في الإضراب”، متهمة الحكومة بمحاولة “إسكات التضامن الشعبي”.
كان لافتاً في هذه الموجة الاحتجاجية هو مشاركة نقابة الشرطة في الإضراب، على الرغم من الحظر المفروض على مشاركتها في الإضرابات العامة، حيث برر الأمين العام للنقابة هذا الموقف بالاحتجاج على “انتهاك واضح للقانون الدولي” في سياق الأزمة الدولية.
(مكان الصورة: صورة تجمع عمالاً وطلاباً، أو متظاهراً يرفع لافتة بلغة إيطالية تحمل رسالة اجتماعية أو دولية)
تؤكد هذه الإضرابات أن الحراك الشعبي الإيطالي لا يزال يتمتع بقوة دفع كبيرة، وأن القضية الفلسطينية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الأجندة النقابية والاجتماعية في إيطاليا، لتشكل ضغطاً متزايداً على حكومة ميلوني لدفعها نحو اتخاذ مواقف سياسية أكثر وضوحاً في المحافل الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى