سياسة

 إضراب عمالي شامل يهز إيطاليا غدًا: روما تتأهب لأضخم مظاهرة لدعم فلسطين وتحدي ميلوني 🇮🇹🇵🇸

 

 إضراب عمالي شامل يهز إيطاليا غدًا: روما تتأهب لأضخم مظاهرة لدعم فلسطين وتحدي ميلوني 🇮🇹🇵🇸

**مقال بقلم: محمد عقيل**

**إضراب إيطاليا العام غدًا: رسالة حاسمة من العمال والنقابات ضد الإبادة الجماعية وتواطؤ الحكومة**

 

تستعد العاصمة الإيطالية **روما** ومدن أخرى في جميع أنحاء البلاد يوم غد لـ**إضراب عام شامل ومظاهرة حاشدة** تعتبر الأكبر من نوعها في الآونة الأخيرة. دعا إلى هذا الإضراب عدد من النقابات العمالية الإيطالية، ليشمل قطاعات حيوية واسعة كـ**النقل العام، المدارس، الجامعات، الموانئ، والسكك الحديدية**. الهدف المعلن والمحوري لهذا التحرك هو الاحتجاج على **”الإبادة الجماعية في فلسطين”** والتنديد بـ**تزويد إسرائيل بالأسلحة** وغياب التدخل الحكومي الإيطالي الملموس لوقف الجرائم.

 

التحرك النقابي يأتي تحت شعار **”ليتوقف كل شيء.. فلسطين في القلب”**، مؤكداً على الدعم غير المشروط لجهود إيصال المساعدات الإنسانية عبر **”أسطول الصمود العالمي”**. وتعتبر هذه الموجة الاحتجاجية تعبيراً صارخاً عن رفض شريحة واسعة من المجتمع الإيطالي لـ “التواطؤ بالصمت” مع ما يحدث في غزة.

 

 روما: مركز الثقل للمظاهرة التاريخية

 

ستكون **روما** هي النقطة المحورية لهذا التحرك الشعبي والعمالي الضخم. من المتوقع أن تشهد العاصمة **أكبر مظاهرة** في البلاد، حيث سيشارك الآلاف للتعبير عن غضبهم وتضامنهم.

 

* **مشاركة حاشدة في العاصمة:** من المقرر أن ينطلق التجمع الرئيسي من ساحة دي تشينكويتشينتو (قرب محطة تيرميني)، بانتظار مشاركة ضخمة من العمال والناشطين.

* **القطاعات المتأثرة:** سيؤدي الإضراب إلى اضطرابات واسعة في الحياة اليومية، لا سيما في **شبكة النقل** الإيطالية، بما في ذلك إلغاء وتأخير في حركة القطارات والرحلات الجوية، مما يؤكد على جدية التحرك وعمق الالتزام بالقضية.

 

 

 تداعيات الإضراب: إيجابيات للقضية الفلسطينية وسلبيات على ميلوني وإيطاليا

 

يحمل هذا الإضراب العام الكبير تداعيات عميقة على مستويين، الخارجي المتعلق بالقضية، والداخلي المتعلق بالسياسة الإيطالية.

 

التأثير الإيجابي على القضية الفلسطينية (البعد الدولي)

 

يعتبر هذا الإضراب **انتصاراً للرأي العام** المتضامن مع فلسطين في أوروبا.

 

* **تضخيم الصوت التضامني:** الإضراب يضع إيطاليا في صدارة الدول الأوروبية التي تشهد تحركات عمالية بهذا الحجم لدعم فلسطين، مما يرسل رسالة قوية إلى الحكومات الغربية بوجود **رفض شعبي** لسياسات التواطؤ.

* **ضغوط على العلاقات الخارجية:** يطالب الإضراب بـ**قطع التعاون مع إسرائيل**، مما يشكل ضغطاً مباشراً على الحكومة الإيطالية لإعادة النظر في علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع إسرائيل.

 

 التحديات السلبية على إيطاليا وحكومة ميلوني (البعد الداخلي)

 

تواجه رئيسة الوزراء **جورجيا ميلوني** تحدياً سياسياً واقتصادياً كبيراً نتيجة لهذا الإضراب.

 

* **اضطراب الاقتصاد الإيطالي:** إضراب شامل في قطاعات حيوية كالنقل والتعليم والموانئ سيؤدي حتماً إلى **خسائر اقتصادية كبيرة** واضطراب في الخدمات العامة، مما يثير غضب المواطنين الإيطاليين غير المشاركين في الإضراب.

* **تحدي لسلطة ميلوني:** الإضراب يمثل تحدياً لسلطة حكومة ميلوني اليمينية المتطرفة، التي عبّرت في السابق عن موقف رافض لهذه الإضرابات، واعتبرتها “غير مسؤولة”. استخدام وزير النقل **ماتيو سالفيني** لسلطاته في مناسبات سابقة لتقليص مدة إضرابات عمال النقل، يشير إلى أن الحكومة قد تحاول مجددًا **تقييد نطاق الإضراب**، مما قد يؤدي إلى مزيد من **المواجهات السياسية** بين النقابات والحكومة.

* **أزمة ثقة سياسية:** يسلّط الإضراب الضوء على **الشرخ** بين الموقف الحكومي الداعم نسبياً لإسرائيل والموقف الشعبي الغاضب، مما يهدد بتآكل شعبية ميلوني وتعميق **أزمة الثقة** بين الشارع الإيطالي والحكومة.

 

 

## رؤيتي

 

هذا الإضراب ليس مجرد احتجاج عمالي تقليدي، بل هو **بيان سياسي وأخلاقي** صادر من قلب أوروبا. قوة هذا التحرك تكمن في قدرته على **ربط القضايا العالمية** بمصالح العمال الإيطاليين، مؤكداً أن الدفاع عن الإنسانية لا ينفصل عن الدفاع عن الحقوق العمالية. إن نجاح الإضراب في شل الحركة وإحداث تأثير ملموس سيجعل منه نقطة تحول في الضغط الشعبي الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية، ويضع حكومة ميلوني أمام اختبار صعب: هل ستستجيب لصوت الشارع الإيطالي أم ستصعد المواجهة مع النقابات؟

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى