سياسة

ميلانو في صمت مدوٍ: إضراب عام يشل عاصمة الشمال الإيطالي

 

 ميلانو في صمت مدوٍ: إضراب عام يشل عاصمة الشمال الإيطالي

**مقال حصري لـ محمد عقيل**

اجتاحت **ميلانو**، العاصمة الاقتصادية لشمال إيطاليا، حالة من **الشلل التام** وغير المسبوق اليوم، نتيجة **إضراب عام وشامل** دعت إليه النقابات العمالية والطلابية، وتحول إلى **يوم احتجاج تاريخي** تتشابك فيه مطالب العدالة مع تحديات الواقع المعيشي والمخاوف البيئية. مدينة الأناقة والأعمال استفاقت على **إغلاق كامل** للمرافق الحيوية، في مشهد يعكس عمق الاستياء الشعبي وتوحّد الأصوات حول قضايا إنسانية ووطنية عاجلة.

 

 

 المدارس والجامعات تخلو.. والطرق تتحول إلى منصات للتظاهر

 

شهدت الحركة التعليمية في المدينة **توقفًا كليًا**، حيث أغلقت **المدارس والجامعات** أبوابها استجابة للدعوة، ما أدى إلى خلو الفصول الدراسية وتحول الطلاب إلى جزء فعال ومؤثر في الحراك، مستغلين هذا اليوم لرفع أصواتهم المطالبة بالعدل.

 

 شلل الحركة المرورية: الطرق السريعة والشرايين الحيوية مغلقة

 

لم تسلم **الطرق الرئيسية والسريعة** من الإغلاق، فقد توقفت حركة **المرور والقطارات والنقل العام** بشكل شبه كامل، مما أدى إلى **شلل مروري** غير مسبوق. المتظاهرون احتشدوا في الميادين الكبرى، وفي مقدمتها ساحة **دومو** (Duomo) والمناطق المحيطة بالمحطة المركزية، محولين الإسفلت إلى **منصات ضخمة للتعبير** عن غضبهم ومطالبهم.

 

 

 تظاهرات مدوية: هتافات العدالة ترن في سماء ميلانو

 

تميز الإضراب بحجم **التظاهرات الكبيرة والمدوية** التي جابت شوارع ميلانو. الآلاف خرجوا حاملين لافتات وشعارات تركزت على قضايا التضامن الإنساني ورفض سياسات التقشف، والمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة.

 

 رسائل واضحة: التضامن الإنساني ووقف اقتصاد الحرب

 

ركز المتظاهرون بشكل خاص على **التنديد بالإبادة الجماعية** في قطاع غزة، والمطالبة ب**قطع العلاقات الاقتصادية** مع القوى الداعمة للحرب، ووقف ما أسموه “اقتصاد الحرب”. المشاهد كانت مؤثرة، حيث امتزجت الأعلام الإيطالية بأعلام فلسطين، لترسل رسالة قوية إلى الحكومة الأوروبية بضرورة التدخل لوقف الصراع.

 

 

 تحديات بيئية: السيول تزيد من تعقيد المشهد الاحتجاجي

 

على الرغم من قوة الحراك الشعبي، إلا أن الأوضاع البيئية أضافت تحديًا مضاعفًا. فمعروف أن شمال إيطاليا، وميلانو على وجه الخصوص، تواجه في مواسم معينة **خطر السيول والفيضانات** الناتجة عن الأمطار الغزيرة. تداخل هذا الإضراب مع احتمال سوء الأحوال الجوية أثار مخاوف من **تعطيل جهود الإنقاذ** أو تضرر البنية التحتية، مما يزيد من صعوبة إدارة الأزمة وضرورة **التنسيق بين المتظاهرين والسلطات** لضمان سلامة المواطنين في حال وقوع طارئ بيئي.

 

إن هذا اليوم في ميلانو لم يكن مجرد إضراب، بل كان **صرخة جماعية** تكسر صمت المدينة الصاخب عادة، وتؤكد أن قضايا العدالة والتضامن لا تزال تحتل مكانة رئيسية في وعي الشعب الإيطالي.

 

**محمد عقيل – ميلانو، إيطاليا**

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى